الفصل الرابع: الاستمتاع بين
الجن استمتاع نكاح وغيره
قال الله تعالى (وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم
مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أولياؤهم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا
أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِين
إلا ما شاء الله َ) سورة
الأنعام – الآية 128
قال غير واحد من السلف أي كثير من أغويتم من الإنس واضللمتوهم قال البغوي قال بعضهم استمتاع الإنس بالجن ما كانوا يلقون لهم من الأراجيف والسحر والكهانة وتزيينهم لهم الأمور التي يهيؤنها ويسهل سبيلها عليهم واستمتاع الجن بالإنس طاعة الإنس لهم فيما يزينون لهم من الضلالة والمعاصي وقال محمد بن كعب وهو طاعة لبعضهم البعض وموافقة بعضهم البعض وذكر ابن حاتم عن الحسن البصري قال : ما كان استمتاع بعضهم ببعض إلا أن الجن أمرت وعملت الإنس وعن محمد بن كعب قال هو الصحابة في الدنيا وقال ابن السائب استمتاع الجن بالإنس أن قالوا قد أسرنا الإنس مع الجن حتى عاذوا بنا فيزدادون شرفاً في أنفسهم وعظماً في نفوسهم وهذا كقوله تعالى (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَال ٍمِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) {6}
أنواع الاستمتاع 1- الاستمتاع الجنسي : هو أن يتمتع به فينال به ما يطلبه ويريده ويهواه ويدخل في ذلك استمتاع الرجال بالنساء بعضهم ببعض. (فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنّ)َ (سورة النساء – الآية 24)
2- الاستمتاع بالاستخدام : ويدخل بالاستخدام أئمة الرئاسة كما يتمتع الملوك والسادة بجنودهم ومماليكهم ويدخل في ذلك الاستمتاع بالأموال كاللباس ومنه قوله تعالى (وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِين) سورة البقرة – الآية 236 َ
وكان من السلف من يتمتع المرأة بخادم فهي تسمتع بخدمته ومنهم من يمتع بكسوة أو نفقة ولهذا قال الفقهاء أعلى المتعة خادم وأدناه كسوة تجزى فيها الصلاة. وفي الجملة استمتاع الجن بالإنس يشبه استمتاع الإنس بالإنس وقال تعالى الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ {67} (سورة الزخرف – الآية 67) وقال تعالى وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ (سورة البقرة – الآية 166) وقال مجاهد هي المودات التي كانت لغير الله تعالى وَقَال تعالى َ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِين (سورة العنكبوت – الآية 25) َ وَقَال تعالى (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاه)ُ (سورة الجاثية – الاية 23) فالمشرك يعبد ما يهواه واتباع الهوى هو استمتاع من صاحبه بما يهوي وقد وقع في الإنس والجن وهذا كله من الاستمتاع بالإخبار بالأمور الغيبية.
3- الاستمتاع بالأخبار بالأمور الغيبة: ومن استمتاع الإنس بالجن استخدامهم في الإخبار بالأمور الغائبة كما يخبر الكهان فأن في الإنس من له غرض في هذا لما يحصل له من الرئاسة والمال وغير ذلك فأن كان القوم كفاراً كما كانت العرب لم تبال بأن يقال أنه كاهن كما كان بعد العرب كهانها وقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وفيها كهان وكان المنافقون يطلبون التحاكم إلى الكهان وكان أبا الأبرق الأسلمي أحد الكهان قبل أن يسلم وأن كان القوم مسلمين لم يظهر أنه كاهن بل يجعل ذلك من باب الكرامات وهو جنس الكهان فأنه لا يخدم الإنسي بهذه الأخبار إلا لما يستطيع به من الإنس بأن يطيعه الإنسي في بعض ما يريده إما في شرك وإما في فاحشة وإما أكل حرام وإما في قتل نفس بغير حق.
وإذا سئل الشيخ المخدوم عن أمر غائب إما سرقة وإما شخص مات وطلب منه أن يخبره بحالة أو علة في النساء أو غير ذلك فأن الجني قد يمثل ذلك فيريه صورة المسروق فيقول الشيخ ذهب لكم كذا وكذا ثم إن صاحب المال معظماً وأراد أن يدله على سرقته مثل له الشيخ الذي أخذه أو المكان الذي فيه المال فيذهبون إليه فيجدونه كما قال والأكثر منهم أنهم يظهرون صورة المال ولا يكون عليه لأن الذي سرق المال معه أيضاً جني يخدمه والجن يخاف بعضهم من بعض كما أن الإنس يخاف بعضهم بعضاً فإذا دل الجني عليه جاء إليه أولياء السارق فآذوه وأحياناً لا يدل لكون السارق وأعوانه يخدمونه ويرشونه كما يصيب من يعرف اللصوص من الإنس تارة يعرف السارق ولا يعرف به إما لرغبة ينالها منه وإما لرهبة وخوف منه وإذا كان المال المسروق لكبير يخافه ويرجوه عرف سارقه فهذا وأمثاله من استمتاع بعضهم ببعض.
قال غير واحد من السلف أي كثير من أغويتم من الإنس واضللمتوهم قال البغوي قال بعضهم استمتاع الإنس بالجن ما كانوا يلقون لهم من الأراجيف والسحر والكهانة وتزيينهم لهم الأمور التي يهيؤنها ويسهل سبيلها عليهم واستمتاع الجن بالإنس طاعة الإنس لهم فيما يزينون لهم من الضلالة والمعاصي وقال محمد بن كعب وهو طاعة لبعضهم البعض وموافقة بعضهم البعض وذكر ابن حاتم عن الحسن البصري قال : ما كان استمتاع بعضهم ببعض إلا أن الجن أمرت وعملت الإنس وعن محمد بن كعب قال هو الصحابة في الدنيا وقال ابن السائب استمتاع الجن بالإنس أن قالوا قد أسرنا الإنس مع الجن حتى عاذوا بنا فيزدادون شرفاً في أنفسهم وعظماً في نفوسهم وهذا كقوله تعالى (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَال ٍمِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) {6}
أنواع الاستمتاع 1- الاستمتاع الجنسي : هو أن يتمتع به فينال به ما يطلبه ويريده ويهواه ويدخل في ذلك استمتاع الرجال بالنساء بعضهم ببعض. (فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنّ)َ (سورة النساء – الآية 24)
2- الاستمتاع بالاستخدام : ويدخل بالاستخدام أئمة الرئاسة كما يتمتع الملوك والسادة بجنودهم ومماليكهم ويدخل في ذلك الاستمتاع بالأموال كاللباس ومنه قوله تعالى (وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِين) سورة البقرة – الآية 236 َ
وكان من السلف من يتمتع المرأة بخادم فهي تسمتع بخدمته ومنهم من يمتع بكسوة أو نفقة ولهذا قال الفقهاء أعلى المتعة خادم وأدناه كسوة تجزى فيها الصلاة. وفي الجملة استمتاع الجن بالإنس يشبه استمتاع الإنس بالإنس وقال تعالى الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ {67} (سورة الزخرف – الآية 67) وقال تعالى وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ (سورة البقرة – الآية 166) وقال مجاهد هي المودات التي كانت لغير الله تعالى وَقَال تعالى َ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِين (سورة العنكبوت – الآية 25) َ وَقَال تعالى (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاه)ُ (سورة الجاثية – الاية 23) فالمشرك يعبد ما يهواه واتباع الهوى هو استمتاع من صاحبه بما يهوي وقد وقع في الإنس والجن وهذا كله من الاستمتاع بالإخبار بالأمور الغيبية.
3- الاستمتاع بالأخبار بالأمور الغيبة: ومن استمتاع الإنس بالجن استخدامهم في الإخبار بالأمور الغائبة كما يخبر الكهان فأن في الإنس من له غرض في هذا لما يحصل له من الرئاسة والمال وغير ذلك فأن كان القوم كفاراً كما كانت العرب لم تبال بأن يقال أنه كاهن كما كان بعد العرب كهانها وقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وفيها كهان وكان المنافقون يطلبون التحاكم إلى الكهان وكان أبا الأبرق الأسلمي أحد الكهان قبل أن يسلم وأن كان القوم مسلمين لم يظهر أنه كاهن بل يجعل ذلك من باب الكرامات وهو جنس الكهان فأنه لا يخدم الإنسي بهذه الأخبار إلا لما يستطيع به من الإنس بأن يطيعه الإنسي في بعض ما يريده إما في شرك وإما في فاحشة وإما أكل حرام وإما في قتل نفس بغير حق.
وإذا سئل الشيخ المخدوم عن أمر غائب إما سرقة وإما شخص مات وطلب منه أن يخبره بحالة أو علة في النساء أو غير ذلك فأن الجني قد يمثل ذلك فيريه صورة المسروق فيقول الشيخ ذهب لكم كذا وكذا ثم إن صاحب المال معظماً وأراد أن يدله على سرقته مثل له الشيخ الذي أخذه أو المكان الذي فيه المال فيذهبون إليه فيجدونه كما قال والأكثر منهم أنهم يظهرون صورة المال ولا يكون عليه لأن الذي سرق المال معه أيضاً جني يخدمه والجن يخاف بعضهم من بعض كما أن الإنس يخاف بعضهم بعضاً فإذا دل الجني عليه جاء إليه أولياء السارق فآذوه وأحياناً لا يدل لكون السارق وأعوانه يخدمونه ويرشونه كما يصيب من يعرف اللصوص من الإنس تارة يعرف السارق ولا يعرف به إما لرغبة ينالها منه وإما لرهبة وخوف منه وإذا كان المال المسروق لكبير يخافه ويرجوه عرف سارقه فهذا وأمثاله من استمتاع بعضهم ببعض.