الفصل الثالث : علاج صرع الجني للإنسان
قال ابن القيم في كتابه زاد الميعاد الصرع نوعان صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية وصرع من الأخلاط الردية والثاني هو الذي يتكلم عنه الأطباء في سببه وعلاجه وأما صرع الأرواح فأئمتهم وعقلائهم يعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة فتندفع آثارها وتعارض أفعالها وتبطلها وقد نص على ذلك أبقراط في بعض كتبه فذكر بعض علاج الصرع وقال هذا إنما ينفع من الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة وأما الصرع الذي يكون من الأرواح فلا ينفع فيه هذا العلاج وأما جهلة الأطباء فينكرون صرع الأرواح ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع وليس معهم إلا الجهل وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك والحس والوجود شاهد به وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط وهو صادق في بعض أقسامه لا في كلها وقدماء الأطباء يسمون هذا الصرع المرض الإلهي وقالوا أنه من الأرواح وأما جالينوس وغيره فتأولوا عليهم هذه التسمية وقالوا إنما سموه بالمرض الإلهي لكون هذه العلة تحدث في الرأس فتضر بالجزء الإلهي الطاهر الذي مسكنه الدماغ وهذا التأويل نسألهم من جهلهم بهذه الأرواح وأحكامها وتأثيراتها وجاءت زنادقة الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتها يضحك من جهل هؤلاء الأطباء وضعف عقولهم ثم قال ابن القيم هذا ولو كشف الغطاء لرأيت أكثر النفوس البشرية صرعى مع هذه الأرواح الخبيثة وهي في أسرها وقبضتها تسوقها حيث شاءت ولا يمكنها الامتناع عنها ولا مخالفتها وبها الصرع الأعظم الذي لا يفيق صاحبه إلا عند المفارقة والمعاينة فهناك يتحقق أنه كان هو المصروع حقيقة وعلاج هذا الصرع باقتران العقل الصحيح إلى الإيمان بما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام. يقول الإمام تقي الدين ابن تيمية في علاج الصرع بالجن " أما من سلك في دفع عدوانهم مسلك العدل الذي أمر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فأنه لم يظلمهم بل هو مطيع لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في نصر المظلوم وإغاثة الملهوف والتنفيس عن المكروب بالطرق الشرعية التي ليس فيها شرك بالخالق ولا ظلم للمخلوق ومثل هذا لا تؤذيه الجن إما لمعرفتهم بأنه عادل وإما لعجزهم عنه. وأن كان الجن من العفاريت وهو ضعيف فقد تؤذيه فينبغي لمثل هذا أن يحترز بقراءة المعوذات والصلاة والسلام والدعاء ونحو ذلك مما يقوي الإيمان ويجتنب الذنوب التي بها يستطيلون عليه فأنه يجاهد في سبيل الله وهذا من أعظم الجهاد فليحذر أن ينصر العدو عليه بذنوبه. وأن كان الأمر فوق قدرته فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها".
قال ابن القيم في كتابه زاد الميعاد الصرع نوعان صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية وصرع من الأخلاط الردية والثاني هو الذي يتكلم عنه الأطباء في سببه وعلاجه وأما صرع الأرواح فأئمتهم وعقلائهم يعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة فتندفع آثارها وتعارض أفعالها وتبطلها وقد نص على ذلك أبقراط في بعض كتبه فذكر بعض علاج الصرع وقال هذا إنما ينفع من الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة وأما الصرع الذي يكون من الأرواح فلا ينفع فيه هذا العلاج وأما جهلة الأطباء فينكرون صرع الأرواح ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع وليس معهم إلا الجهل وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك والحس والوجود شاهد به وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط وهو صادق في بعض أقسامه لا في كلها وقدماء الأطباء يسمون هذا الصرع المرض الإلهي وقالوا أنه من الأرواح وأما جالينوس وغيره فتأولوا عليهم هذه التسمية وقالوا إنما سموه بالمرض الإلهي لكون هذه العلة تحدث في الرأس فتضر بالجزء الإلهي الطاهر الذي مسكنه الدماغ وهذا التأويل نسألهم من جهلهم بهذه الأرواح وأحكامها وتأثيراتها وجاءت زنادقة الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتها يضحك من جهل هؤلاء الأطباء وضعف عقولهم ثم قال ابن القيم هذا ولو كشف الغطاء لرأيت أكثر النفوس البشرية صرعى مع هذه الأرواح الخبيثة وهي في أسرها وقبضتها تسوقها حيث شاءت ولا يمكنها الامتناع عنها ولا مخالفتها وبها الصرع الأعظم الذي لا يفيق صاحبه إلا عند المفارقة والمعاينة فهناك يتحقق أنه كان هو المصروع حقيقة وعلاج هذا الصرع باقتران العقل الصحيح إلى الإيمان بما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام. يقول الإمام تقي الدين ابن تيمية في علاج الصرع بالجن " أما من سلك في دفع عدوانهم مسلك العدل الذي أمر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فأنه لم يظلمهم بل هو مطيع لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في نصر المظلوم وإغاثة الملهوف والتنفيس عن المكروب بالطرق الشرعية التي ليس فيها شرك بالخالق ولا ظلم للمخلوق ومثل هذا لا تؤذيه الجن إما لمعرفتهم بأنه عادل وإما لعجزهم عنه. وأن كان الجن من العفاريت وهو ضعيف فقد تؤذيه فينبغي لمثل هذا أن يحترز بقراءة المعوذات والصلاة والسلام والدعاء ونحو ذلك مما يقوي الإيمان ويجتنب الذنوب التي بها يستطيلون عليه فأنه يجاهد في سبيل الله وهذا من أعظم الجهاد فليحذر أن ينصر العدو عليه بذنوبه. وأن كان الأمر فوق قدرته فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها".