الفصل الثاني : أسباب صرع الجني للإنسان
لقد ذكر شيخ الإسلام ثلاثة أسباب لصرع الجني للإنسان فقال صرع الجني للإنسان لأسباب ثلاثة أولاً تارة يكون الجني يحب المصروع فيصرعه ليتمتع به[1] وقال موضحاً ذلك في موضع آخر قد يكون عن شهوة وهوى وعشق كما يتفق الإنس مع الإنس وقد يتناكح الإنس والجن ويولد لها ولد وهذا كثير معروف وكره أكثر العلماء مناكحة الجن[2] ويبين شيخ الإسلام أنه أخف الأنواع فيقول في موضع آخر وهذا الصرع يكون أرفق من غيره وأسهل[3]. هذا وقد سئل أنس بن مالك رضي الله عنه عن مناكحة الجن فقال ما أرى بذلك بأساً في الدين ولكن أكره إذا وجدت إمراة حامل قيل لها من زوجك قالت من الجن فيكثر الفساد في الإسلام.[4]
ثانياً وتارة يكون الإنس قد أذاهم إذا بال عليهم أو صب عليهم ماءاً ساخناً أو يكون قتل بعضهم أو غير ذلك من أنواع الأذى وقال شيخ الإسلام في موضع آخر فيعاقبونه بأكثر مما يستحق ويدعم ذلك بالدليل فيقول[5] وفي صحيح مسلم عن ابن السائب مولى هشام بن هرة أنه دخل على أبي سعيد الخدري في بيته قال فوجدته يصلي فجلست انتظره فإذا بحية فوثبت لأقتلها فأشار إلى أن أجلس فجلست فلما انصرفت أشار إلى بيت في الدرب فقال أترى هذا البيت قلت نعم فقال كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس قال فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار ويرجع إلى أهله فاستأذن يوماً فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ عليك سلاحك فأني أخشى عليك قريضة فأخذ الرجل سلاحه ثم رجع فإذا امرأته بين البابين قائمة فأهوى إليها بالرمح ليطعنها له وأصابته غيرة فقالت أكفف عليك رمحك وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني فدخل فإذّا بحية عظيمة منطوية على الفراش فأهوى إليها بالرمح فأنتظمها به[6] ثم خرج فوكزه في الدار فاضطربت إليه[7] فما يدري أيهما كان أسرع موتاً الحية أم الفتى قال فجئنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا له ذلك قال استغفروا لصاحبكم ثم قال أن بالمدينة جناً قد أسلموا فإذا رأيتم منهم شيئاً فأذنوه ثلاثة أيام فان بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان[8]
ثالثاً : وتارة بطريق العبث كما يعبث سفهاء الإنس بأبناء السبيل[9].
[1] مجموع الفتاوى جـ 13 ص 82
[2] مجموع الفتاوى جـ 19 ص 39
[3] مجموع الفتاوى جـ 13 ص 82
[4] بدر الدين الشبلي – غرائب وعجائب للجن – ص 86
[5] مجموع الفتاوى جـ 19 ص 40
[6] فانتظمها النظم هو التأليف وانتظمه بالرمح أي اختله
[7] تحركت وماجت به
[8] حديث الفتى عهد بعرس أخرجه مسلم في كتاب السلام باب قتل الحيات وغيرها وأخرجه مالك في موطئه في كتاب الاستئذان باب ما جاء في قتل الحيات من حديث أبي سعيد الخدري مجموع الفتاوى جـ 19 ص 43
[9] مجموع الفتاوى جـ 13 ص 82
لقد ذكر شيخ الإسلام ثلاثة أسباب لصرع الجني للإنسان فقال صرع الجني للإنسان لأسباب ثلاثة أولاً تارة يكون الجني يحب المصروع فيصرعه ليتمتع به[1] وقال موضحاً ذلك في موضع آخر قد يكون عن شهوة وهوى وعشق كما يتفق الإنس مع الإنس وقد يتناكح الإنس والجن ويولد لها ولد وهذا كثير معروف وكره أكثر العلماء مناكحة الجن[2] ويبين شيخ الإسلام أنه أخف الأنواع فيقول في موضع آخر وهذا الصرع يكون أرفق من غيره وأسهل[3]. هذا وقد سئل أنس بن مالك رضي الله عنه عن مناكحة الجن فقال ما أرى بذلك بأساً في الدين ولكن أكره إذا وجدت إمراة حامل قيل لها من زوجك قالت من الجن فيكثر الفساد في الإسلام.[4]
ثانياً وتارة يكون الإنس قد أذاهم إذا بال عليهم أو صب عليهم ماءاً ساخناً أو يكون قتل بعضهم أو غير ذلك من أنواع الأذى وقال شيخ الإسلام في موضع آخر فيعاقبونه بأكثر مما يستحق ويدعم ذلك بالدليل فيقول[5] وفي صحيح مسلم عن ابن السائب مولى هشام بن هرة أنه دخل على أبي سعيد الخدري في بيته قال فوجدته يصلي فجلست انتظره فإذا بحية فوثبت لأقتلها فأشار إلى أن أجلس فجلست فلما انصرفت أشار إلى بيت في الدرب فقال أترى هذا البيت قلت نعم فقال كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس قال فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار ويرجع إلى أهله فاستأذن يوماً فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ عليك سلاحك فأني أخشى عليك قريضة فأخذ الرجل سلاحه ثم رجع فإذا امرأته بين البابين قائمة فأهوى إليها بالرمح ليطعنها له وأصابته غيرة فقالت أكفف عليك رمحك وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني فدخل فإذّا بحية عظيمة منطوية على الفراش فأهوى إليها بالرمح فأنتظمها به[6] ثم خرج فوكزه في الدار فاضطربت إليه[7] فما يدري أيهما كان أسرع موتاً الحية أم الفتى قال فجئنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا له ذلك قال استغفروا لصاحبكم ثم قال أن بالمدينة جناً قد أسلموا فإذا رأيتم منهم شيئاً فأذنوه ثلاثة أيام فان بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان[8]
ثالثاً : وتارة بطريق العبث كما يعبث سفهاء الإنس بأبناء السبيل[9].
[1] مجموع الفتاوى جـ 13 ص 82
[2] مجموع الفتاوى جـ 19 ص 39
[3] مجموع الفتاوى جـ 13 ص 82
[4] بدر الدين الشبلي – غرائب وعجائب للجن – ص 86
[5] مجموع الفتاوى جـ 19 ص 40
[6] فانتظمها النظم هو التأليف وانتظمه بالرمح أي اختله
[7] تحركت وماجت به
[8] حديث الفتى عهد بعرس أخرجه مسلم في كتاب السلام باب قتل الحيات وغيرها وأخرجه مالك في موطئه في كتاب الاستئذان باب ما جاء في قتل الحيات من حديث أبي سعيد الخدري مجموع الفتاوى جـ 19 ص 43
[9] مجموع الفتاوى جـ 13 ص 82