الفصل الحادي عشر : الرياء
ومن أنواع الرياء ما يفعله كثير من الناس مثل أن يكون له مال عند إنسان شركة أو نحوها ، فيأمر شريكه بإخراج الزكاة خوفاً من ذم أو نحوه ولو كان المال عنده لما أخرج زكاته أو يدخل وقت صلاة مفروضة وفيه أناس يستحي منهم أن يترك الصلاة ولو كان وحده ما صلى فهذا منافق مرآئي. ومثل ذلك الصيام لو كان مع أناس أهل دين وطاعة ولو كان وحده لأفطر. ومثل ذلك حضور الجمعة ولولا خوف المذمة لما حضرها. ومثل ذلك صلة الرحم وبر الوالدين إذا كان يصلهم خوفاً من الناس أو رجاءهم لا يفعل ذلك ابتغاء وجه الله تعالى. وكذلك الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا كان للرياء والسمعة فتجد هذا الجنس من الناس ينشط عند إطلاع الخلق عليه فتكون منزلته عند الخلق أحب إليه من منزلته عند الخالق وخوفه من ذم الناس أعظم من خوفه من عذاب الله وعقابه ورغبته في محمدتهم وثنائهم أشد من رغبته في ثواب الله وهذا غاية الجهل والسخف. وبعضهم يتركد في الصلاة خوفاً من الخلق ولو كان وحده لنقرها وذكر بعضهم أن أعرابياً دخل المسجد فصلى صلاة خفيفة فقام إليه علي رضي الله عنه بالدرة وقال أعد الصلاة فأعادها مطئمناً بركود فقال له علي أهذه خير أم الأولى فقال الأعرابي الأولى لأني صليتها لله والثانية صليتها خوفاً من الدرة. وذكر أن عابداً بلغه أن قوماً يعبدون شجرة فخرج ليقطعها فقال له إبليس إن قطعتها عبدوا غيرها فارجع إلى عبادتك فقال لا بد من قطعها فصرعه فصرعه العابد. فقال إبليس أنت رجل فقير ارجع إلى عبادتك وأجعل لك كل ليلة دينارين عند رأسك ولو شاء الله لأرسل رسولاً يقطعها وما عليك إذا لم تعبدها أنت. قال نعم فرجع الفقير فلما أصبح وجد الدينارين ثم في اليوم الثاني كذلك وفي اليوم الثالث لم يجد شيئاً فخرج لقطعها بعد ذلك. فعارضه إبليس وصارعه فصرعه إبليس فقال العابد كيف غلبتك أولاً ثم غلبتي ثانياً قال لأن غضبك أولاً كان لله تعالى وغضبك ثانياً كان للدينارين. قال جل وعلا وتقدس (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ) – سورة يوسف الآية 106
وكم قائل آمنت بالله وحده وفي قلبه شرك خفي وظاهر
إذا سمع القرآن لم يصغ سمعه كأن ليس في القرآن ناه وآمر
ويسأل رزق الله من فضل خلقه ويخضع في أبوابهم وهو صاغر
ولو كان في الإيمان بالله موقناً لسدت بفضل الله منه القوافر
اللهم وفقنا لسبيل الطاعة وثبتنا على اتباع السنة والجماعة
ومن أنواع الرياء ما يفعله كثير من الناس مثل أن يكون له مال عند إنسان شركة أو نحوها ، فيأمر شريكه بإخراج الزكاة خوفاً من ذم أو نحوه ولو كان المال عنده لما أخرج زكاته أو يدخل وقت صلاة مفروضة وفيه أناس يستحي منهم أن يترك الصلاة ولو كان وحده ما صلى فهذا منافق مرآئي. ومثل ذلك الصيام لو كان مع أناس أهل دين وطاعة ولو كان وحده لأفطر. ومثل ذلك حضور الجمعة ولولا خوف المذمة لما حضرها. ومثل ذلك صلة الرحم وبر الوالدين إذا كان يصلهم خوفاً من الناس أو رجاءهم لا يفعل ذلك ابتغاء وجه الله تعالى. وكذلك الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا كان للرياء والسمعة فتجد هذا الجنس من الناس ينشط عند إطلاع الخلق عليه فتكون منزلته عند الخلق أحب إليه من منزلته عند الخالق وخوفه من ذم الناس أعظم من خوفه من عذاب الله وعقابه ورغبته في محمدتهم وثنائهم أشد من رغبته في ثواب الله وهذا غاية الجهل والسخف. وبعضهم يتركد في الصلاة خوفاً من الخلق ولو كان وحده لنقرها وذكر بعضهم أن أعرابياً دخل المسجد فصلى صلاة خفيفة فقام إليه علي رضي الله عنه بالدرة وقال أعد الصلاة فأعادها مطئمناً بركود فقال له علي أهذه خير أم الأولى فقال الأعرابي الأولى لأني صليتها لله والثانية صليتها خوفاً من الدرة. وذكر أن عابداً بلغه أن قوماً يعبدون شجرة فخرج ليقطعها فقال له إبليس إن قطعتها عبدوا غيرها فارجع إلى عبادتك فقال لا بد من قطعها فصرعه فصرعه العابد. فقال إبليس أنت رجل فقير ارجع إلى عبادتك وأجعل لك كل ليلة دينارين عند رأسك ولو شاء الله لأرسل رسولاً يقطعها وما عليك إذا لم تعبدها أنت. قال نعم فرجع الفقير فلما أصبح وجد الدينارين ثم في اليوم الثاني كذلك وفي اليوم الثالث لم يجد شيئاً فخرج لقطعها بعد ذلك. فعارضه إبليس وصارعه فصرعه إبليس فقال العابد كيف غلبتك أولاً ثم غلبتي ثانياً قال لأن غضبك أولاً كان لله تعالى وغضبك ثانياً كان للدينارين. قال جل وعلا وتقدس (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ) – سورة يوسف الآية 106
وكم قائل آمنت بالله وحده وفي قلبه شرك خفي وظاهر
إذا سمع القرآن لم يصغ سمعه كأن ليس في القرآن ناه وآمر
ويسأل رزق الله من فضل خلقه ويخضع في أبوابهم وهو صاغر
ولو كان في الإيمان بالله موقناً لسدت بفضل الله منه القوافر
اللهم وفقنا لسبيل الطاعة وثبتنا على اتباع السنة والجماعة